أخبر زوجته أنه يريد أن يتزوج فوافقت بشرطين اندهش الزوج من طلبها وبعد تنفيذ الشروط كانت الصدمة التي جعلته يبكي بشدة

عروسة تبكي

صعبٌ هو الشعور بكونك غير محبوباً، تحاول جاهداً العيش بجسدك فقط، وعندما تعلم أو ربما مجرد الشعور نتطفئ روحك، وتنطفئ ابتسامتك ، وتشعر أن الدنيا ضاقت بك تود أن تشكي همك وحزنك للعالم ولكنك لا تريد فهم لن يشعروا بك، وهذا ما حدث مع بطلة قصتنا اليوم خلود كريم، فتاة تعيش وسط في أسرة بسيطة الحال، يعمل رب الأسرة باليومية، التي بالكاد تكفى كوت يومهم.

 

اقراء ايضاً :

أما بطلة قصتنا فكانت تعمل، ففي الصباح تذهب للجامعة، وبعد الظهيرة تذهب للعمل،وذلك حتي تستطيع شراء الكتب، وخلود فتاة بسيطة مشهورة بين صديقاتها في الجامعة بالبساطة والقناعة والرضا، كما إنها تتمتع بسمعة، طيبة وأخلاق، عالية، ورغم بساطة الحال، إلا أن خلود تساعد الجميع، مهما كان الطلب ولا ترد سائلاً ابداً، ومضت السنوات، وتخرجت من جامعة الأزهر، كلية الشريعة، بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، فلذلك حاولت أن تساعد والدها في المصروفات، فقامت بالعمل معلمة للمواد الشرعية، ولتحفيظ القرآن الكريم، وذلك في إحدى المراكز.

 

 

 

وعندما أصبح عمرها 24 عاماً تقدم لخطبتها نجيب خالد "ابن خالتها" وذلك بناء على رغبة والدته، فقد اوصت خالته والدته بأن تحافظ عليها ابنتها خلود من أي خطيب حتى يخطبها نجلها نجيب ، فلذلك أصرت والدته عليه أن يخطب ابنة خالته، رغم انه أخبرها أنه يحب فتاة بشدة، إلا أنها رفضت بشدة، وقالت له بصوت يملؤه التحدي "إذ لم تتزوجها سأكون غاضبة عليك".

 

حاول نجيب مراراً وتكرار مع والدته واخبرها أن زواجه من ابنه خالته، سيكون بمثابة ظلم لها، فهو يحب فتاه أخرى، وقلبه معلق بها ، لكن ذلك لم يغير من الأمر شئ، ووالدته لم تغير من رأيها، وعللت بأنه شاب ذو أخلاق عالية، وبنت أختها ، أولى به أن يتزوجها، حتى يحافظ عليها، ويجعلها تعيش حياة سعيدة معه ، فاضطر خالد في النهاية، الانصياع لرغبة والدته حتى لا يكون سبباً في أحزانها.

 

وبالفعل تقدم خالد إلى والد خلود يطلب يدها للزواج، فرح العم كريم بشدة، وتم إقامة حفل الخطوبة، لاحظت خلود أن نجيب لا يبدوا سعيداً، ويبدوا أن شيئاً ما يضايقه، فلذلك طلبت من أبيها وخالتها أن ينفردا ببعض الوقت، وقالت له "هل أنت مغصوب على هذا الزواج، أو يوجد شئ يضايقك لأنك لا تبدوا سعيداً، اذا كان يوجد شئ، فاخبرني وسأقول لأهلي أنني لا أريدك"، لكن خالد، قال لها انه لا يوجد شئ، وأنه مرهق من العمل.

 

لم يود نجيب أن يقول الحقيقة حتى لا يحزن والدته، وبالفعل تم حفل الزفاف، وبعد مرور سنة أنجبت خلود له ولد اسماه متولي ، حاول نجيب أن يحبها، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل،فالقلب لا يتحمل اثنين، حاول نجيب مرة أخرى واعطي لنفسه فرصة أخرى عله ينجح في حبها، فخرجوا معاً للتنزه، وبدأ يغدقها بالهدايا لكنه كل ذلك، لم يفلح شعر نجيب أنه يظلم خلود، معه، فهي فتاة ذات أخلاق عالية، ولا تستحق منه كل ذلك، ولذلك قرر أن يصارحها، فهو يتعامل معها بنفاق، يظهر لها محبته، لكنه لا يحبها

 

وفى يوم من الأيام قرر مصارحتها بمشاعره نحوها ،خاصة وأن متولي أصبح عمره ٧ سنوات خاصة بعد وفاة والدته ، وبالفعل جاء من عمله، وقال لها أنه يريد أن يتحدث معها فى أمر هام، أصاب خلود القلق، من تعابير وجهه، وأصاب نجيب بعض التردد، ولكنه حزم أمره، وقال لها بعد أن أغمض عينيه أريد أن اصارحك بأمر ما، أنا لا أريدك، لأن في حياتي امرأة أخري ولكنى تزوجتك بناء على رغبة أمي ، وكنت أتحمل لأجلها ، أما الآن فلا يوجد شئ اتحمل لأجله، حاولت مراراً وتكرارً أن اتقبلك ، لكن قلبي مع فتاه أخرى ولذلك اريد ان ننفصل بالمعروف.

 

كانت خلود تسمع كلام زوجها نجيب وقلبها يتحسر من الألم، فهي فتاة تريد السعادة، كانت تريد أن تلومه لكونه لم يصارحها في الخطوبة، لكنها ايقينت أن كل ذلك لن يفيد بشئ الآن ، وأغمضت عينها في محاولة منها لتناسي ألمها وجاءت ردة فعلها منافية تماماً لكل ما توقعه نجيب، فقد توقع أن تثور، وتتهمخ ، فهى لم تغضب، ولم تتهمه ، وذلك أقل ما كان يتوقعه نجيب ، بل اكتفت فقط بإبتسامة هادئة وقالت له : أنا موافقة على الطلاق ولكن بشرطين، الشرط الأول هو أن تؤجل طلاقنا لأسبوعين فقط وذلك حتى ينتهي إبننا الوحيد من أداء إمتحانات نهاية العام.

 

والشرط الثانى أن تأتي إلى المنزل في الليل فقط ولا يعود أثناء النهار، تعجب الزوج من شروط زوجته لكنه حيث كان مستعداً لفعل أى شئ فقط ، وبالفعل أجل الزوج قرار طلاقة لمدة أسبوعين بناء على رغبة زوجته خلود، وكان طوال الأسبوعين يقضي الليل مع زوجته وطفله محسن، وهكذا حتى انتهى الأسبوعين، شعر نجيب بمشاعر ناحية خلود، لكنه سرعان ما صرفها عنه،، وعندما انتهى الأسبوعين، عاد نجيب إلى المنزل، ووجد زوجته خلود ترقد على السرير دون حركة، ووجد بجانبها رسالة تخبره أنها احبته بشدة، وتوصيه أن يعتني بطفله ، ولا يفرط به، وتخبره أنها كانت مصابة بالسرطان.

 

ولم تود اخباره خوفاً من حزنه، وأنه كانت تظن أنه يحبها، وكتبت له أيضاً أنها كانت تطلب منه أن يأتي في الليل، حتى لا يشاهدها وهي تتألم من الكيماوي، وتختم رسالتها بتأكيد عليه أن يعتني بطفله محسن ، بكى الزوج بشدة وشعر بأنه السبب في موتها، فلذلك ترك حبيبته السابقة، وكرس حياته لخدمة ابنه، لذلك ادعوا كل أم ألا تجبري ابنك على الزواج من اخري طالما يحب فتاة، ولا تكوني سبباً في تدمير حياته وحياة زوجته مثل حياة ندى وخالد ، بل احرصِ على أن يدخل الباب من بابه كما يقولون ويطلب يد الفتاة التي يحبها حتى تكون سبباً في الحب الحلال.

 

الفائدة من القصة؛ لا تلزمي رأيك على ابنك، طالما أنه يوجد في قلبه فتاه أخرى، ولنكن صرحاء مع أنفسنا هذه القصة تحدث كثيراً، في مجتمعنا، فلذلك لأجل سعادة ابنك، اتركيه يتزوج من يحبها، ولأجل الا تخدعي فتاه اخري وتتسببين في كسر قلبها، لا تجبري ابنك على الزواج بمن لا يرديها زوجته، واعتبريها ابنتك، فهل ترضي أن تتزوج ابنتك شخص يحب غيرها،وفي الختام اتمنى لكم قراءة ممتعة، واتمنى أن تنال القصة اعجابكم، وشكراً لكم.