هل يمكن أن يصبح الروبوت فنانا مبدعا أو أديبا حاذقا؟

روبوت


يحلم الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي في إنتاج آلة ذكية قادرة على صناعة الفن والإبداع، وقد تحقق بعض حلمهم إذ تمكنت إحدى الآلات من كتابة نصوص قصيرة، إلا أن الشك ما زال يعتري الكثيرين في قدرة الآلات -مهما كان ذكاؤها- على إنتاج موسيقى حقيقية أو كتابة نصوص أدبية مبدعة.
 
وتناولت صحيفة "لوفيغارو الفرنسية" موضوع قدرة الآلة الذكية على الإبداع الفني في مقالين منفصلين، خصصت أحدهما للرسم والموسيقى والآخر للكتابة الأدبية.
 
وتساءلت الصحيفة عن احتمال أن يكون الذكاء الاصطناعي فنانا مثل أي فنان آخر، مشيرة إلى أن هذا الموضوع في السنوات الأخيرة اتخذ وجهة جديدة بعد أن كان محصورا في نطاق الخيال العلمي، وذلك بفضل التقدم في الشبكات العصبية الاصطناعية وتقنيات التعلم العميق، ليتم استدعاء الآلة لإظهار إبداعها وابتكارها في مجال رسم اللوحات وكتابة الموسيقى والأدب.
 
مساعد دون إبداع
وقد أجرت غوغل تجاربها عام 2016 من خلال تقديم 11 ألف نص أدبي إلى شبكة من الخلايا العصبية الاصطناعية لتكوين قصيدة تستجيب للقواعد النحوية التي استطاعت اكتسابها، كما تابعت مايكروسوفت مشروع "رامبرانت" وهو صورة أنتجها ذكاء اصطناعي.

الروبوت أصبح ينافس الإنسان في العديد من المجالات (غيتي)

اقراء ايضاً :

ورأت الصحيفة أن "التعلم العميق" يبدو واعدا أكثر في مجال الموسيقى، حيث يتم تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدة الموسيقيين على تحفيزهم لإيجاد الأفكار، كما يقول "فرانسوا باشي" عالم الحاسوب ورائد الموسيقى المدعومة بالذكاء الاصطناعي: "الذكاء الاصطناعي يشبه وجود متعاون يجلس إلى جانبك لا يتعب أبدا ولا تنفد أفكاره ولا يكون في مزاج سيئ".
وفي ميدان الكتابة الروائية، يتخيل القصاص "أنطوان بيلو" -في إحدى رواياته- حاسوبا يسميه "آدا"، وهو قادر على إنتاج روايات من الأكثر مبيعا بعد حفظه آلاف الأعمال وتحويلها إلى إحصائيات، ولكن "آدا" يبقى مجرد خيال وإن كان الواقع يقترب من الخيال فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
 
وقد جهّز منشئ المحتوى "روس إيدوين" سيارة مزودة بكاميرا مراقبة وجهاز تحديد المواقع وميكروفون وساعة متصلة كلها بالذكاء الاصطناعي، لتسمح للبيانات التي تصل إلى الخلايا بإنتاج نص سردي، بعد سفر من نيويورك إلى نيوأورليانز.
 
غير أن التجربة التي قام بها وقدمها كأول قصة أنتجها الذكاء الاصطناعي عام 2018، لم تتعد سلسلة من الفقرات الصغيرة، فيها وصف موجز للمناظر الطبيعية والوقت والطريق، وجاءت أبعد ما تكون عن كونها تحفة أدبية.
ويقول الأستاذ جان لويس ديساليز -وهو مؤلف كتاب عن الذكاء الاصطناعي- إن "هذا الذكاء يمكن أن يكتب قصة قصيرة جدا وقصصا مقننة جدا فقط"، أما في اليابان فقد اجتازت رواية جديدة مشتركة بين البشر والذكاء الاصطناعي الجولة الأولى من إحدى الجوائز الأدبية.
 
ويقول ديساليز إن "من الصعب جدا تحليل اللغة، وليست لدى الآلة القدرة على فهم الجملة"، ويرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يصبح في السنوات القادمة نظاما لخدمة المحرر لتحسين كفاءة القصة.

وفي النهاية، تقول الصحيفة إن منصة "واتباد" على الإنترنت للروايات والقصص القصيرة، فتحت دار نشر خاصة بها لتحديد أفضل النصوص، وطورت برنامجا يسمى ستوري دي إن أي (Story DNA) بفضل تقنيات التعلم العميق.

وتساءلت الصحيفة هل سيختفي النقاد والأدباء، ولكنها طمأنتهم بأن الذكاء الاصطناعي ما زال يبحث عن ريشة.