العطس السياسي

سياسي يمني بارز شغل منصب رفيع في نظام علي صالح كان حارس منزله ضعيف السمع وعندما اقترح عليه أحد زواره تغيره رد عليه بغمزة عين بالعكس هذا هو المطلوب

إذا أردت أن تصل إلى تفاصيل غريبة في حياة المسؤولين أياً كان حجمهم فاسهل طريق أن تتعرف على حارس شخصي أو سائق خاص  وعندها ستعرف حكايات وقصص عجيبة وغريبة 

وبالعودة إلى موضوعنا وقبل أن يصبح العطس مصدرًا للحذر والاستنفار بسبب تفشي كورونا وقبل أن تسقط صنعاء واللقاء المشترك في أوج زهوه عطس حارس شخصي لرئيس حزب من الأحزاب المنضوية في إطاره في وجه أمين عام حزب آخر فيما يبدو عن غير قصد إلا أن الأخير كان في تلك الفترة بالذات يتمتع بحساسية مفرظة من كل شيء لشعوره أنه مستهدف وأن حياته في خطر وأن مؤامرة ما تحاك ضده
فكان يعتبر أي حادث يتعرض له أياً كانت اسبابه جزء من هذه المؤامرة وهات يا أفلام.. رصاص راجع محاولة اغتيال.. سوء فهم في نقطة أمنية محاولة اغتيال... عطسة عابرة استهداف له ما بعده...

وكانت هذه العطسة التي قصمت ظهر المشترك مع وجود رصيد كبير من التحسسات والحسابات الشخصية المتراكمة وانتقلت قياداته من العمل المشترك ولو في الظاهر إلى مربع النكاية ببعضها حتى سقطت البلاد ووصلنا إلى ما وصلنا إليه 
وهكذا هي الكيانات الفارغة البعيدة عن الأهداف والغايات الوطنية السامية تُسقطها أسباب تافهة

مشكلتنا الأساسية في النخبة الفاشلة، هذه النخبة التي تكابر رغم الفشل، وتعاند رغم  الكوارث التي تسببت بها، وتتشبث بمواقعها رغم كل هذا الخراب الذي حل بالوطن