أبتسام أبو دنيا.. كيف وصلت إلى السعودية وما هي أهدافها الخفية؟!

ظهرت ابتسام أبو دنيا عبر فيديوهات وهي تهاجم الحوثيين بشكل عنيف مرارا من وسط العاصمة اليمنية المحتلة صنعاء. كان ذلك مفاجئا لكثير من اليمنيين، لاسيما ومليشيات الحوثي لا تسمح مطلقا بأن يتم الإساءة لها ولزعيمها بهذا الشكل. فكيف تجاهلت تجاوزات واساءات أبو دنيا؟ لاسيما ونحن نعرف بأن عشرات النساء مايزلن مخفيات في سجون الحوثيين لأنهن طالبن بمطالب حقوقية عادية.

خرجت ابتسام ابو دنيا من صنعاء عقب مسرحية روجت لها كان أبطالها اخوتها الحوثيين الذين قيل بأنهم اعتدوا عليها. وكعادة اليمنيين، فقد تعاطفوا مع المرأة، ووقف إلى جانبها الكثير. لكن ما الذي حدث؟ وما هو الدور الذي تمارسه أبو دنيا وهي اليوم تعيش بين من يخوضون معركة ضد مليشيات الحوثي الإرهابية؟

بدلا من أن توجه سهامها نحو من ظلموها واعتدوا عليها كما تقول، بدأت بتنفيذ المهمة التي أوكلت لها وهي التحريض ضد من يقودون معركة استعادة الجمهورية من السياسيين وأصحاب الرأي والدبلوماسيين الذين سجلوا موقف مبكر ومحترم ضد أبناء عمها الحوثيين.

وصلت إلى العاصمة السعودية الرياض، رافعة شعار "اصلاح الشرعية من الداخل" وهو الشعار الذي يتسلل من خلال الحوثيون لتشوية الشرعية والتحالف ومساواتهم بالعصابة الحوثية. نعم، تقوم هذه المرأة بدور مشبوه للنيل من كل من يقف ضد الحوثيين واثارة الخلافات بين الصف الوطني ضمن فصول وابواب كثيرة لم تتضح كلها بعد.

هاجمت الجميع بلا استثناء إلا من يقفون على الحياد ولا يقومون بواجبهم ضد الحوثيين.. هاجمت المؤتمري والاصلاحي الناصري والاشتراكي والبعثي والمستقل.

سخرت أبو دنيا نفسها واستخدمت أولادها وبناتها، للمضي في الاسفاف والتشهير والكذب وتلفيق القصص والأباطيل واستخدام العبارات النابية وابتزاز رجال الشرعية أو من لا ينتمون للشرعية لكنهم يقفون ضد الحوثي.

تدعي أبو دنيا حرصها على الشرعية وكرهها للحوثيين، وهو ادعاء يراد من خلاله الدخول إلى الصف الوطني ومن ثم القيام بمهمة تشويه واحراق الشخصيات الوطنية في نظر كل من يتابعها.. لم تترك أحدا في الشرعية إلا وأساءت له وشككت في وطنية وابتكرت قصص وأكاذيب لتشويه سمعته وصورته أمام جمهور الشرعية، ليصل الناس لقناعة أنه لا فرق بين الشرعية والحوثيين.

أسلوب حوثي وإيراني معروف، فهي من ذات السلالة التي تدعي بأنها الأحق بحكم اليمنيين والتي ينتمي لها الحوثيون، وتقوم بهذا الدور المدروس والمرسوم من المخابرات الايرانية بمساعدة أبنائها وبناتها لخدمة الحوثيين من موقعها. وجدت ابو دنيا في تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي ضالتها، مستغلة تعاطف بعض اليمنيين سابقا مع مظلوميتها الزائفة، بعدما اتقن اخوتها الحوثيون مسرحية هروبها من صنعاء، لتمرير اجنداتهم والتسويق لحملاتها ضد من تناصبهم العداء.

تستخدم ابتسام اسلوب رفع الصوت الشعبوي بأسلوب وقح ضد الساسة والإعلاميين والحقوقيين بل واليمنيين عموما المقيمين أو المتواجدين في المملكة السعودية الذي وقفوا طيلة سنوات حرب مليشيات الحوثي على الدولة، للتشكيك فيها وخلق فتنه من داخل الرياض لإضعافهم على غرار سلوك جماعتها في اليمن، التي تمارس التنكيل الشامل بكل اليمنيين سواء في مناطق سيطرتها أو خارجها فالجميع لها أعداء. وكذلك ابودنيا تمارس تحريضا وتشويها وتأليبا ضد كل اليمنيين في السعودية.

تشير المعلومات إلى أن ابتسام أبو دنيا مخالفة لنظام الاقامة وشروط وقوانين السعودية، وهي تصر على استخدام منصات التواصل الاجتماعي بالشكل الذي يخالف القوانين عندما توزع اتهاماتها الباطلة على الجميع. وصول هذه المرأة إلى السعودية، يعيد إلى الاذهان محاولات عناصر حزب الله وإيران المتكررة لاختراق المملكة عبر بعض الشركات لولا لطف الله، ثم حرب اليمن ويقظة الأحرار في المملكة العربية السعودية والغيورين على وطنهم الذين تنبهوا لهذا الخطر المحدق.

ولعل ابتسام ابو دنيا واحدة من اولئك الذين نجحوا في الوصول إلى السعودية عبر ثغرة إنسانية. وليس معنى هذا اننا نحرض ضد فعل الخير وتسجيل مواقف انسانية واخوية مع المظلومين والمشردين والنازحين والمهجرين، أيا كانت جنسياتهم ـ ذلك ان الاحسان إلى هؤلاء يظل ارقى صور الإنسانية وانصعها بياضا في مملكة الخير- لكننا نؤكد على ضرورة التنبه لهذا النوع من الاختراقات.

وبالنسبة لإيران فقد نجحت عبر اذرعها في اختراق كبريات وسائل الإعلام الامريكية والأوروبية، والمؤسسات الحقوقية الدولية بل ووصلت عبر ادواتها الناعمة التي تعد "ابتسام ابو دنيا" عنصر فاعل في مجموعتها الكبرى، إلى مراكز التأثير وعواصم صنع القرار، واستطاعت تلك الادوات إحداث تأثير كبير وتغيير نظرة المجتمع الدولي للقضية اليمنية ومظلومية الشعب اليمني، الذي يذبح صباح مساء على ايدي مليشيات ايران.
الخلاصة التي يجب أن يفهمها الجميع، بأن أبو دنيا وأمثالها ممن يدعون حرصهم على الشرعية والسعودية وهم يستهدفون كل من يقف ضد الحوثيين، هم مثل حشرة "الأرضة" التي تنخر الخشب من الداخل. فهل تتنبه الحكومة الشرعية والمملكة العربية السعودية لهذه العناصر التي تقوم بدور خطير في مثل هذه المرحلة الحساسة؟